کد مطلب:239460 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:136

العباسیون لا یرضون بالمأمون
لا یشك المؤرخون بأن المأمون كان أجدر من الأمین، و أحق بالخلافة [1] بل لقد مر اعتراف الرشید نفسه بذلك، لكنه اعتذر عن اسناده الأمر للأمین : بأن العباسیین، لا یرضون بالمأمون خلیفة، و حاكما ؛ رغم سنه و فضله و كیاسته، و أنهم یرجحون أخاه الأمین علیه ؛ قال الرشید، حسبما تقدم : « و بنوهاشم مائلون الی محمد بأهوائهم، و فیه ما فیه ... الی أن قال : فان ملت الی ابنی عبدالله، أسخطت بنی هاشم، و ان أفردت محمدا بالأمر، لم آمن تخلیطه علی الرعیة الخ !! »

و مر أیضا قول الرشید : « .. و لولا أم جعفر، و میل بنی هاشم الیه (أی الی الأمین ) لقدمت عبدالله علیه .. » .

كما أن المأمون نفسه یقول فی رسالته للعباسیین، المذكورة فی أواخر هذا الكتاب : « .. و أما ما ذكرتم، مما مسكم من الجفاء فی ولایتی ؛ فلعمری ما كان ذلك الا منكم : بمظافرتكم علیه : و ممایلتكم ایاه



[ صفحه 156]



( أی الأمین ) ؛ فلما قتلته، تفرقتم عبادید ؛ فطورا أتباعا لابن أبی خالد، و طورا أتباعا لاعرابی، و طورا أتباعا لابن شكلة، ثم لكل من سل سیفا علی. و لولا أن شیمتی العفو، و طبیعتی التجاوز، ما تركت علی وجهها منكم أحدا ؛ فكلكم حلال الدم الخ .. » .

و سوف یأتی قول الفضل بن سهل للمأمون : « .. و بنو أبیك معادون لك، و أهل بیتك الخ .. » .

الی آخر ما هنالك من النصوص الدالة علی حقیقة الموقف السلبی للعباسیین ضد المأمون، و تفضیلهم أخاه الأمین علیه ..


[1] ليس المراد هنا : الجدارة الحقيقية، التي قررها الله، و بينها محمد صلي الله عليه و آله، و انما المراد الجدارة التي يفهمها هؤلاء، و اعتاضوا بها عن حكم الله، و سنة نبيه ....